عمليات اورام الثدي
تعتبر أورام الثدي من أكثر الأورام انتشارا لدى النساء، وتتكون عادة في القنوات الحليبية بحيث يكون حجم الورم صغيراً في مراحله الأولى، وقد يكون كبيرا ويصيب الثدي بأكمله.
تُعتبر الجراحة أهم جزء من العلاج للتخلص من الورم، إذ يكون الهدف من إجراء العملية التخلص من كل أثر للورم، بغض النظر عن حجمه، وليس من الضروري أن يزال الثدي بأكمله إذا كان الورم صغير الحجم وبقية الثدي سليم.
بصورة عامة هناك 3 أنواع من العمليات الجراحية للثدي:
1. الإزالة الكاملة للثدي:
تتم هذه العملية عادة إذا كان الثدي مصابا بأكمله، أو إذا كانت المريضة تريد ذلك، كانت هذه العملية في الماضي هي المثلى، لكنها الآن قليلا ما تجرى؛ فإزالة الثدي بأكمله لا تحسن النتيجة، وليست لها فائدة للمريضة.
2. الإزالة الجزئية للثدي:
حيث تتم إزالة الورم والأنسجة المجاورة له مع المحافظة على بقية الثدي. وينصح بهذه العملية في حالة كان الورم صغيرا نسبيا وبقية الثدي سليم.
وهذه أكثر عملية تجرى في الوقت الحاضر لأنها مفضلة على إزالة الثدي بأكمله، ومن حسناتها أنها عملية أصغر وتحافظ على الشكل الجمالي للثدي، ولها في نفس الوقت الفعالية نفسها في علاج الورم.
3. العمليات التجميلية:
توجد عدة أنواع من العمليات التجميلية لأورام الثدي، وهدفها ترميم الثدي بعد إزالته كاملا إو إزالة جزء كبير منه، بعض هذه العمليات سهل وبعضها الآخر معقد لكنها متاحة لمعظم المريضات، ولا تؤثر على النتيجة النهائية للورم.
حيث أنه خلال بعض العمليات يتم إدخال كيس من السيليكون مكان الثدي المزال، وفي عمليات أخرى يتم استخدام الأنسجة من جسم المريضة.
وينصح بإجراء العملية التجميلية إذا كان الورم كبيرا ويستدعي الأمر إزالة كل الثدي أو جزء منه.
عمليات الغدد الليمفاوية
قد تنتشر بعض أورام الثدي إلى الغدد اللمفاوية في منطقة الإبط ويجب إزالة هذه الغدد إذا كانت مصابة، وتتم العملية أثناء إجراء عملية الثدي بإحدى الطريقتين التاليتين:
1. إزالة جميع أو معظم الغدد في منطقة الإبط، وذلك بغض النظر عما إذا كانت مصابة أم لا، وقد كانت هذه الطريقة في الماضي هي الطريقة الوحيدة لعلاج الغدد المصابة.
2. إزالة الغدة التي تسمى بالغدة الحارسة (Sentinel) في منطقة الإبط وفحصها لمعرفة إذا كانت بقية الغدد مصابة، وإزالة الغدد المصابة فقط.
وبهذه الطريقة تتفادى المريضات إزالة الغدد اللمفاوية غير المصابة مما يوفر عليهن الكثير من الآثار الجانبية للعملية.
من خلال خبرتي في علاج أورام الثدي خلال الـ15 سنة الماضية، واجهت بعض المعلومات المغلوطة والمخاوف التي لا داعي لها من قبل المرضى حول عمليات أورام الثدي، وهنا أذكر بعضا منها للتوضيح:
1. يعتقد البعض أن إزالة الثدي بالكامل أفضل من إزالته جزئيا: وهذا اعتقاد خاطئ، فكل الدراسات تثبت أن النتيجة واحدة، ولكن يجب أولا التأكد أن بقية الثدي سليم من خلال الصور الشعاعية.
2. أخذ الخزعة من الثدي أو استئصال الورم يؤدي لانتشار الورم: هذا أيضا غير صحيح، فالكثير من المرضى يشفون كليا بعد إجراء العملية واستكمال العلاج. وتقريبا 80% من المرضى الذين عولجوا خلال العشر سنوات الأخيرة لم يعانوا من رجوع الورم نهائيا.
3. عمليات التجميل لا ينصح بإجرائها بنفس الوقت مع عملية استئصال الورم، وأن مادة السيليكون تؤدي لتكون الأورام: وهذا أيضا غير صحيح؛ فيفضل أن تُجرى عملية التجميل في نفس وقت عملية استئصال الورم، إلا في بعض الحالات القليلة، وبالنسبة لمادة السيليكون فلم يثبت أن لها علاقة بأورام الثدي.
4. يفضل إزالة كل الغدد الليمفاوية بغض النظر عن إصابتها: هذا غير صحيح، لأنها إذا كانت غير مصابة فلا فائدة من إزالتها، بل على العكس، فإن إزالتها قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية.